23.8.15

حكاية المرأة المتصدقة وقطع يدها (الـــــــــف ليلـــــــــــة وليلـــــــــــة



الـــــــــف ليلـــــــــــة وليلـــــــــــة


حكاية المرأة المتصدقة وقطع يدها



    قالت شهرزاد : يحكى أن ملكا من الملوك قال لأهل مملكته : " لئن تصدق أحد منكم بشئ لأقطعن يده " ، فأمسكت الناس جميعا عن الصدقة ولم يقدر أحد على أن يتصدق على أحد .
    فاتفق أن سائلا جاء إلى امرأة يوما من الأيام وقد أضر به الجوع وقال لها : " تصدقى على بشئ " . فقالت : "كيف أتصدق عليك والملك يقطع يد كل من تصدق ؟" فقال : " اسألك بالله تعالى أن تتصدقى على " . فلما سألها بالله رقت له وتصدقت عليه برغيفين ، فوصل الخبر إلى الملك فأمر بإحضارها ، فلما حضرت قطع يديها وتوجهت إلى دارها ، ثم إن الملك بعد حين قال لأمه : " أنى أريد الزواج فزوجينى امرأة جميلة ". قالت : " إن جوارنا امرأة لم يوجد أحسن منها ولكن بها عيب شديد " . قال : " وما هو ؟ " قالت : " مقطوعة اليدين " ، قال : " أريد أن أنظرها " . فأتت بها إليه ، وكانت تلك المرأة هى التى تصدقت على السائل برغيفين وقطع يدها من أجل ذلك " .
    فلما تزوج بها حسدها ضرائرها وكتبن إلى الملك يخبرنه عنها بأنها فاجرة ، فكتب الملك إلى أمه كتابا وأمرها فيه أن تخرج بها إلى الصحراء  وتتركها هناك ثم ترجع ، ففعلت أمه ذلك وخرجت بها ٍإلى الصحراء ثم رجعت ، فصارت المرأة تبكى على ما جرى لها وتنتحب انتحابا شديدا ما عليه من مزيد . فبينما هى تمشى والولد على عنقها إذ مرت على نهر فبركت لتشرب من شدة العطش الذى لحقها من مشيها وتعبها وحزنها ، فعند ما طأطأت سقط الولد فى الماء ، فجلست تبكى على ولدها بكاء شديدا .
    فبينما هى تبكى إذ مر عليها رجلان فقالا لها : " ما يبكيك ؟ " قالت لهما : " كان لى ولد على عنقى فسقط فى الماء ". فاقالا لها : " أتحبين أن نخرجه لك ؟ " قالت : " نعم " . فدعوا الله تعالى فخرج الولد إليها سالما لم يصبه شئ ، ثم قالا لها: " أتحبين أن يرد الله يديك كما كنتا ؟ " قالت : " نعم " ، فدعوا الله سبحانه وتعالى فرجعت يداها أحسن مما كانتا عليه ، ثم قالا: " أتدرين من نحن ؟ " قالت : " الله أعلم " . قالا : " نحن رغيفاك اللذان تصدقت بهما على السائل وكانت الصدقة سببا لقطع يديك فاحمدى الله تعالى الذى رد عليك يديك وولدك " ، فحمدت الله تعالى وأثنت عليه .

    وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق