3.9.15

ملك الموت


ملــــك المــوت


      يحكى أن ملكا من الملوك أراد أن يركب يوما فى جملة أهل مملكته وأرباب دولته ويظهر للخلائق عجائب زينته فأمر أصحابه وأمراءه وكبراء دولته أن يستعدوا للخروج معه ، وأمر بأن يحضر له أفخم وأفخر الثياب ، وأمر بأحضار خيله الموصوفة ففعلوا ذلك ثم انه اختار من الثياب ما أعجبه ومن الخيل ما استحسنه ،ثم لبس الثياب وركب الجواد وسار بالموكب وهو يلبس طوق مرصع بالجواهر والياقوت ، وكان يركض بالحصان فى عسكره ويفتخر فى تيهه وتجبره ، فأتاه ابليس فوضع يده على منخره ونفخ فى أنفه نفخة الكبر ، والعجب فزها وقال فى نفسه : من فى العالم مثلى .

     وظل هكذا مغرورا متكبرا جبارا حتى وقف بين يديه رجل عليه ثياب رثة فسلم عليه ، فلم يرد عليه السلام ، فقبض على عنان فرسه ، فقال له الملك : ارفع يدك فإنك لا تدرى بعنان من قد أمسكت . فقال له : إن لى إليك حاجة . فقال : اصبر حتى أنزل واذكر حاجتك . فقال إنها سر ولا أقولها إلا فى أذنك . فمال بسمعه إليه ، فقال له أنا ملاك الموت وأريد قبض روحك . فقال له : أمهلنى حتى أعود إلى بيتى وأودع أهلى وأولادى وجيرانى وزوجتى . فقال : كلا ، لا تعود ولن تراهم أبدا فإنه قد مضى أجل عمرك . فأخذ روحه وهو على ظهر فرسه فخر ميتا .      اللهم ارزقنا حسن الخاتمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق