ملــــك المــوت
يحكى أن ملكا من الملوك أراد
أن يركب يوما فى جملة أهل مملكته وأرباب دولته ويظهر للخلائق عجائب زينته فأمر
أصحابه وأمراءه وكبراء دولته أن يستعدوا للخروج معه ، وأمر بأن يحضر له أفخم وأفخر
الثياب ، وأمر بأحضار خيله الموصوفة ففعلوا ذلك ثم انه اختار من الثياب ما أعجبه
ومن الخيل ما استحسنه ،ثم لبس الثياب وركب الجواد وسار بالموكب وهو يلبس طوق مرصع
بالجواهر والياقوت ، وكان يركض بالحصان فى عسكره ويفتخر فى تيهه وتجبره ، فأتاه
ابليس فوضع يده على منخره ونفخ فى أنفه نفخة الكبر ، والعجب فزها وقال فى نفسه :
من فى العالم مثلى .
وظل هكذا مغرورا متكبرا جبارا
حتى وقف بين يديه رجل عليه ثياب رثة فسلم عليه ، فلم يرد عليه السلام ، فقبض على
عنان فرسه ، فقال له الملك : ارفع يدك فإنك لا تدرى بعنان من قد أمسكت . فقال له :
إن لى إليك حاجة . فقال : اصبر حتى أنزل واذكر حاجتك . فقال إنها سر ولا أقولها
إلا فى أذنك . فمال بسمعه إليه ، فقال له أنا ملاك الموت وأريد قبض روحك . فقال له
: أمهلنى حتى أعود إلى بيتى وأودع أهلى وأولادى وجيرانى وزوجتى . فقال : كلا ، لا
تعود ولن تراهم أبدا فإنه قد مضى أجل عمرك . فأخذ روحه وهو على ظهر فرسه فخر ميتا
. اللهم ارزقنا حسن الخاتمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق